كخطوة لمواكبة التكنولوجيا التي أتت بها شركة نينتيندو بإصدارها لجهاز الوي القادر على رصد الحركات التي تقوم بها باستخدام الريموت الخاص بهذا الجهاز ، و كآخر ما توصلت إليه تقنيات استشعار الحركة عن بعد ، قامت مايكروسوفت بتطوير جهاز اسمه كينيكت ، و الذي سيعمل على التقاط حركات الجسد و تحويلها لجهاز الأكس بوكس ليتم استخدامها كما يتم استخدام قبضات التحكم التقليدية ، و لكن ، ما الذي يميزه عن تقنية موف من بلاي ستيشن و عن تقنية جهاز الوي ، و ما هي محاسنه و عيوبه يا ترى ؟ أتمنى لكم قراءة ممتعة .
بخطوة جريئة من مايكروسوفت ، و بشكل مختلف عما قامت به سوني و نينتيندو ، فقامت بالاستغناء عن مبدأ التحكم التقليدي و الذي يتضمن أزراراً بالكامل ، ليكون جهاز الكينيكت أشبه بكاميرا ترصد الحركة و تحولها لأوامر يفهمها جهاز الأكس بوكس و سيقوم بعرضها لك على الشاشة ( سعر هذا الجهاز حوالي 150 دولاراً ) و تم إطلاق هذا الجهاز في الرابع من نوفمبر 2010 .
و للحديث عن مواصفات الجهاز الفنية أكثر ، فحساس حركة هذا الجهاز ( الكاميرا التي في المنتصف ) سيعرض لك حركاتك و كأنها فيديو بمعدل عرض إطارات في الثانية يصل إلى 30 هرتز ، و بدقة VGA ( 640×480 بكسل ) بألوان عرض دقتها 32 بت ، أما الكاميرتان اللتان على جانبيها فهما سيستشعران عمق موقع اللاعب ليتم نقل الحركة من الشخصية ثلاثية الأبعاد ( التي هي اللاعب بالطبع ) بشكل ثلاثي الأبعاد و مدعمة بجهاز يبث أشعة تحت حمراء ( كما في تقنية جهاز الوي بالضبط ) من أجل استشعار حركات اللاعب في مختلف ظروف الإضاءة في الغرفة ( قيل أنه كلما كانت الإضاءة خافتة ، كان التقاط الحركة أفضل ، و لكن إذا تم تعتيم الغرفة كثيراً ، فبالتأكيد الكاميرا لن ترى شيئاً ، وسيعمل هذا الجهاز الذي يبث الأشعة التحت حمراء على التقاط حركاتك ،و هناك أربع مايكروفونات موزعة في هذا الجهاز من أجل التقاط الأصوات بشكل أمثل ، و الميزة الأفضل في هذا الجهاز أنه قادر على تمييز الأصوات و الحركات من شخص ما ، كي تستخدم مثلاً الأوامر الصوتية في اختيار القوائم و توجيه التعليمات أو ما شابه .
إذا كنت تملك جهاز أكس بوكس جديداً ، فكل ما عليك فعله هو توصيل هذا الجهاز عبر فتحة التعرف على كينيكت الموجود في الخلف ، أما للموديلات القديمة ، فالمحول الخاص بكينيكت تم إلحاق مأخذ يو أس بي من أجل أن تقوم بتوصيل الكينيكت عبره ، و لكن عند توصيلك للجهاز ، فعلى اللاعب أن يبعد عن هذا الجهاز مسافة تقدر ما بين 6 إلى 8 أقدام من أجل أن يعمل بشكل جيد ( طبعاً مسافة 6 أقدام إذا كان لاعباً بمفرده ، و ثمانية أقدام إذا كان هناك لاعبان ، و هذه قدرة الجهاز القصوى على تحمل عدد اللاعبين ) ، و بدون وجود أي طاولات أو أشياء أخرى تعوق هذه المسافة ما بين اللاعب و الجهاز ، وهذا بالتأكيد لن يتوافر لدى الكثيرين من اللاعبين .
قوائم هذا الجهاز سهلة جداً من ناحية الاستخدام ، و لكن يجب عليك أن تقوم بعملية المعايرة المملة برأيي من أجل أن تكون الأمور بالسلاسة التي ترغبها أو يرغبها الجميع في الحقيقة ، و حتى نظام الاختيار ما بين القوائم باستخدام اليد بطيء للغاية. هناك ميزة أعجبتني بالفعل ، فعندما تريد تشغيل الأكس بوكس خاصتك الذي تم توصيل الكينيكت عليه ، فيمكنك إما التلويح بيدك أمام الكاميرا أو مناداة الجهاز ، و إذا تعرف الجهاز على صوتك ووجهك فسيتم تسجيل دخولك على ملفك الخاص أوتوماتيكيا ، و هناك العديد من حركات اليد و الأوامر الصوتية لاستخدامها في هذا الجهاز و التي تعمل بشكل لا بأس به أيضاً .
اللعب على هذا الجهاز ممتع بالفعل ، فقد استمتعت بلعب بعض الألعاب التجريبية المتوافرة لدي ، و لكن للأسف فأكثر من لعبة كانت تعاني من تأخير في نقل حركات الجسد لإظهارها بالشكل المطلوب على الشاشة ، و ليس تأخيراً فقط ، بل خطئاً في نقل الحركة أيضاً ، و لكن يبدو أن الخطأ هنا يتحمله مطورو الألعاب أكثر منهم من مطوري هذا الجهاز ، فهو سريع التجاوب و هي تكنولوجيا مذهلة بالتأكيد ، و لكن علينا الانتظار كي يتعامل مطورو الألعاب مع هذا الجهاز بشكل أفضل ، حتى نكشف عن الإمكانيات الكاملة لهذا الجهاز .
بالنسبة لبعض الألعاب المتوافرة على هذا الجهاز ، فهي كالتالي ( سنحاول توفير مقالات عن كل من هذه الألعاب و غيرها على موقعنا قريباً إن شاء الله ) :
· كينيكت أدفينتشرز : تحتوي على خمسة ألعاب ضمنها ، و هدفها الأساسي هو أن تقوم بتجريب الكينيكت على أرض الواقع لا أكثر ، و هذا يعني أنه لا توجد أي قيمة من هذه اللعبة سوى أن تجرب هذا التحكم أو أن تريه لأصدقائك مثلاً .
· دانس سينترال : و هي المفضلة لدى الكثيرين ممن جربوها ، لعبة رقص من تطوير "هارمونيكس" و التي أتت لنا بألعاب مثل غيتار هيرو و روك باند ، و هي اللعبة الأفضل في إظهار قدرات هذا الجهاز ، و هذه اللعبة كانت استجابتها جيدة جداً و بدون تأخير .
· يور شايب : فيتنيس إيفولفد : لعبة رياضة جسمانية من يوبيسوفت ،و التي ستلتقط تحركاتك و حتى شكل ملابسك بشكل مثير للاهتمام ، و سيتم حساب نقاطك بناءاً على دقة تنفيذك لحركات التاي تشي و التي سيتم عرضها لك على الشاشة .
· كينيكتيمالز : لعبة تربية حيوانات و ستعرض مدى استجابة الحيوان لتحركاتك التي ستقوم بها في غرفتك ، فسيشعر الحيوان بالسعادة إذا قمت بالتربيت على رأسه و أمور كهذه .
· كينيكت سبورتس : هذه اللعبة شبيهة بلعبة وي سبورتس على جهاز الوي ، و لكنها الأسوأ في رصد الحركات و لم أعرف لماذا ، و إذا كنت تبحث عن لعبة للتسلية و المرح ، فلعبة كينيكت أدفينتشرز ستغنيك عن هذه بالتأكيد .
· كينيكت جوي رايد : لعبة سباق ستتطلب منك أن تقف على قدميك ، و هذا بالتأكيد لن يعجب الكثيرين ☻ ، و هناك المشاكل ذاتها التي تعاني منها لعبة كينيكت سبورتس ، و ستشعر أن رصد الحركة لا يتم بشكل صحيح.
من الصعب دائماً الحكم على الإصدار الأول من جهاز معين ، فتصميم هذا الجهاز و فكرته رائعة بالفعل ، و لكن كي أكون منصفاً فهناك العديد من الأمور التي تحتاج للتحسين من قبل المطورين ، و كنصيحة مني عزيزي القارئ ، قبل أن تقدم على شراء هذا الجهاز المكلف نسبياً ، عليك أن تقوم بقياس أبعاد الغرفة التي ستضعه فيها و ترى إذا كانت موافقة للشروط ، و إلا فلن تحصل على النتائج التي ترجوها من هذا الجهاز و سأقوم بتبسيط ايجابيات و سلبيات هذا الإصدار الأول باختصار شديد :
الإيجابيات :
· تكنولوجيا رائعة و تصميم أخاذ.
· الأوامر الصوتية تعمل بشكل رائع فعلاً .
· ألعاب اليوغا و الرقص و الرشاقة لها مستقبل كبير .
· لا تحتاج لأي قبضة تحكم
· تجربة ممتعة فعلاً
السلبيات:
· تحتاج لمساحة غرفة كبيرة نسبياً .
· حساسة للضوء القوي .
· لن تدعم الكثير من الألعاب ، فضغط الأزرار في بعضها سيكون أكثر سهولة بكثير.
· الألعاب التي تم إطلاقها مع الجهاز كان من الممكن أن تكون أفضل بكثير ، و أكثر من لعبة تعاني مشاكل في تجسيد هذه التقنية بشكل جيد.
· نظام اختيار القوائم باستخدام اليد و المرفق مع الكينيكت يظهر بعض البطء
· هناك بطء في نقل الحركات للجهاز في بعض الألعاب ، و هناك خطأ في بعضها الآخر .
في النهاية أود القول أن نجاح هذا الجهاز يتوقف على كم الألعاب الجميلة التي سيتم إصدارها عليه ، فهو العامل الأساسي في نجاح أي جهاز يدعم لعبة ما ، و أعرف الكثير من أصدقائي الذين اشتروا ألعاب وي و لكنهم ملوا منها و بسرعة و هي الآن على رفوفهم ساكنة و يملؤها الغبار ، لأنهم ما إن لعبوا عدة ألعاب حتى أصبح هذا التحكم مملاً بالنسبة لهم و لا جديد فيه . المقارنة التي يريد مني الكثير أن أجريها ما بين هذا الجهاز و ما بين تقنية موف الخاصة ببلاي ستيشن صعبة حالياً ، و لكن كبداية يمكنني القول أنه إذا أردت أن تحصل على تحكم موف كامل و على جهاز كينيكت فستدفع المبلغ ذاته تقريباً ، و لكن بالنسبة لكينيكت فيمكنك أن تستخدمه لتلعب بلاعبين ، بينما تحكم الموف الواحد ( و الشبيه التصميم كثيراً بتحكم الوي ) سيكون لشخص واحد طبعاً ، و لعبة موف سبورت تشامبيونز أفضل من لعبة كينيكت أدفينتشرز بالتأكيد ، و حتى رصد الحركة في موف أفضل لأنه يعتمد على تحكم ستمسكه بيدك ، بينما في كينيكت فلن تقوم بذلك ، مما سيصعب على الجهاز أن يقوم برصد الحركة ، و لكنه قوي في رصد الحركات و يجب ألا نستخف به مقارنة مع تقنية موف . و لكنني شخصيا أشعر أن تقنية موف و تقنية كينيكت لم تضف الكثير حقاً على ما أتت به شركة نينتيندو منذ أعوام ، فهما وجهان جديدان لعملة قديمة إن صح التعبير ، و علينا الانتظار لنرى إن كان الأمر صحيحاً أو لا ، لنرى من هو الجمهور الحقيقي لهذا النمط من التحكم ، أهم الأطفال الصغار أم الذين لا يمارسون ألعاب الفيديو عادة ، أم هم جمهور ألعاب الفيديو العريق ؟
التقييم النهائي: 6/10